top of page

وسائل تفريق المظاهرات: توصياتٌ جديدةٌ ومنقّحة، وسُبل المضيّ قدمًا


الصورة: مظاهرة عمّال الهايتك (المصدر: واتساب)


تعدّ الإصابات النّاجمة عن السّلاح "غير الفتّاك" واسعة ومدمرة. إذ أدّى استخدام المقذوفات الحركيّة (كالرصاص المطّاطيّ والإسفنجي وغيرها)، ووسائل التهييج الكيماوي (الغاز المسيل للدموع)، والمدافع المائيّة (الرشاشات المائيّة والظربان)، ووسائل الإرباك (القنابل الصّوتيّة)، والأسلحة الصّوتيّة، والهراوات، وغيرها، إلى حالة من التأثيرات الصحيّة السلبيّة. فإلى جانب الآثار الجسديّة، فإن كامل أثر استخدام الأسلحة "غير الفتّاكة" يتضمن أيضًا الصدمة النفسيّة التي تتسبب بها هذه الأسلحة، والإعاقات الدائمة، والثمن المجتمعي الذي تدفعه الفئات السكّانيّة التي يتم استخدام هذه الوسائل ضدّها بصورة موسّعة، بيد أنّ هذه الأثمان تشتمل، على وجه الخصوص، على التأثيرات غير التناسبيّة لوسائل تفريق المظاهرات واستخدام السّلاح "غير الفتّاك" تجاه الفئات الضعيفة. إن استمرار استخدام هذه الأسلحة "غير الفتّاكة" وارتفاع منسوب هذا الاستخدام منذ صدور تقرير "Disguise in Lethal" في العام 2016 مثير جدًا للقلق. والأشد إثارة للقلق هو الاستخدام المحتمل لوسائل من طبيعتها الإضرار بالمستهدفين، بصورة لا تمييز فيها، وهي وسائل دخلت إلى السوق أو لم يتم التّركيز عليها في السّابق، ومن ضمنها البنادق التي ترمي مقذوفات حركيّة[1] (غير ناريّة) متعددة، وقنابل الصّوت ذات الشظايا، ومنظومة "فينوم".


من الجدير بنا هنا أن نؤكّد على أنّ الآثار الصحيّة الموصوفة في هذا الرّصاص قد تتفاقم بسبب العوامل التي تحد من القدرة على تلقي الرعاية الطبيّة. تشمل مثل هذه العوامل: المخاطر النّاجمة عن استخدام السّلاح "غير الفتّاك" تجاه الطواقم الطبيّة، ومحدوديّة القدرة على إخلاء المصابين، وحظر تقديم العون الطبي في المظاهرات، والهجمات المباشرة الموجهة ضدّ الطواقم الطبيّة أو المسعفين، والتأثير المثبّط، المتمثل في توقيف أو اعتقال المصابين بواسطة السّلاح "غير الفتّاك" من داخل المرافق الطبيّة التي يتم إخلاؤهم إليها، وهو ما يدفع الناس إلى الامتناع عن طلب المساعدة الطبيّة الضروريّة. لمثل هذه العوائق في القدرة على الوصول للرعاية الطبيّة في الوقت، تأثير حاسم على مسألة تفاقم خطر الإصابات، والإعاقات الدائمة، بل والوفاة نتيجة استخدام هذه الأسلحة "غير الفتّاكة".


يتزايد الوعي في أرجاء العالم بشأن استخدام الأسلحة "غير الفتّاكة" والمخاطر والأضرار المرتبطة بها. وقد تراكم على مدار السنوات الست الماضية عدد كبير من الأدلة الدقيقة التي توثّق الأضرار الصحيّة الخطيرة النّاجمة عن استخدام السّلاح "غير الفتّاك" بغرض السّيطرة على الحشود. إن توسيع نطاق استخدام الأسلحة "غير الفتّاكة" في جميع مجالات الإنفاذ البوليسيّ تؤدي إلى ارتفاع موازٍ في حالات الوفاة والإصابة. وعلاوة على ما تقدم، فكلما تم تطوير وترقية الأسلحة "غير الفتّاكة"، فإن آليات إصابة جديدة تضاف إلى ما هو قائم. وبدون اتّخاذ إجراءات ناجعة وفوريّة، فإن مثل هذه الإصابات الحتميّة ستتزايد وتتفاقم. وبناء عليه، فإن هنالك حاجة عاجلة بأن تقوم الدول بتغيير تصوراتها بشأن دور الأسلحة "غير الفتّاكة"، وأن تتبنى قوانين أكثر تشدّدًا بشأن استخدامها. كما أنّ هنالك حاجة ماسّة إلى إجراء المزيد من الأبحاث التجريبيّة لتطوير معايير ومقاييس علميّة واضحة من أجل تنظيم هذه الأسلحة "غير الفتّاكة" وتنظيم استخدامها، ولغرض مواصلة تطوير وتوضيح القانون والمعايير الدوليّة الملائمة، في هذا الشّأن.


في هذا الملف، نقدّم كل المعلومات المحدّثة حول وسائل تفريق المظاهرات. أبرز عناوين الملف:

مبادئ توجيهيّة

أنماط المخاطر

التصميم والإتّجار

استخدام القوّة ونشر الأسلحة "غير الفتّاكة"

استخدام الأسلحة النّاريّة والذخائر الحيّة

وسائل التهييج الكيميائيّ

مدافع الماء

وسائل الإرباك

الأسلحة الصّوتيّة

الأسلحة اليدويّة غير الحادة

المساعدة الطبيّة

توصيات الأمم المتّحدة ولجان حقوق الإنسان




bottom of page