top of page

نقاش في قضية "ماكدونالد مصلوب"


لماذا؟ لأن حرية التعبير لا تتجزّأ

أسئلة وأجوبة حول قضية عرض مجسّم مكدونالدز المصلوب في متحف حيفا

سؤال:

تمت إزالة المجسّم وانتهت القضية، ويبدو أنه لا يوجد معترضون، فلماذا توجّهت جمعيّة حقوق المواطن للمحكمة معترضة على قرار رئيسة بلدية حيفا في هذا الخصوص؟

اجابه:

القضية أبعد ما تكون عن الانتهاء. تدخلت رئيسة بلدية حيفا بشكل غير مناسب بالمحتوى الثقافي لمتحف حيفا. هذه سابقة خطيرة. عدم الالتماس للمحكمة بهذا الخصوص يعني اعطاء الشرعيّة لهذا القرار. قرار رئيسة البلدية في موضوع المجسّم الاشكالي مشابه لتصرفات وزيرة الثقافة ميري ريغيف في قضايا مشابهة، والتي تستغل سلطتها للتدخل في الأعمال الفنية عندما لا تحب المحتوى. أيضا لا يمكننا أن ننظر إلى هذا الحدث كنقطة عينية. قد يكون هذا الحدث سابقة خطيرة في المستقبل ومحفزًا لوزراء ورؤساء بلديات آخرين عندما يطلبون استبعاد أو منع عرض انتاجات فنيّة لا يعجبهم محتواها. لذلك، من الضروري أن تحكم المحكمة - من حيث المبدأ- أن مثل هذا الفعل غير مناسب وغير قانوني من أجل حماية مستقبلية ضد تدخل السياسيين في حرية التعبير الثقافي- الفني. هذا ما يقف في صلب توجهنا للمحكمة.

سؤال:

المئات من العرب بشكل عام، والمسيحيون العرب بشكل خاص، الذين ينتمون للأقليّة المستضعفة في البلاد، شعروا بالمسّ الشديد بمشاعرهم الدينيّة. اليس من حقهم المطالبة بإزالة المعروضات المسيئة؟ هل تحاول جمعية حقوق المواطن تعزيز حقوق الانسان في الدولة على حساب الأقلية العربية?

اجابه:

نحن واعون للمسّ القاسي بمشاعر جزء من الجمهور العربي ونأسف حقًا لذلك. جمعية حقوق المواطن لم تستيقظ فجأة لتتدخّل في هذه القضية. منذ تأسيسها في عام 1972، عملت الجمعية بشكل حاسم ضد انتهاك حرية التعبير في جميع المجالات ومن قبل جميع الجهات، وغالبًا ما كان النضال في مصلحة المجتمع العربي وضد انتهاك حرية التعبير للمواطنين العرب في البلاد. يجب التأكيد على أن التدخل السياسي لعناصر مثل وزيرة الثقافة ورئيسة بلدية حيفا ووزير التربية والتعليم وغيرهم في المحتوى الفني، يؤثر في المقام الأول على الأقليات، وخاصة الجمهور العربي. مؤخرًا عملت الجمعية ضد محاولات إلغاء مسرحية "الزمن الموازي" في مسرح الميدان، ومن اجل الغاء التقييدات على أمسية تضامنيّة مع الشاعرة دارين طاطور، ومن اجل إقامة مهرجان السينما لأفلام النكبة، وحدث آخر متعلق بالموقوفين أمنيًا. علاوة على ذلك، فإن رئيسة بلدية حيفا ليست وحدها. قبل شهر واحد فقط وصلت الجمعية إلى المحكمة العليا لمنع رئيس بلدية بئر السبع وقف استخدام منتدى التعايش السلمي في النقب لملجأ جماهيري لأن رئيس البلدية لم يعجبه عرض المنتدى لقضايا النكبة ورفض الخدمة العسكرية.

سؤال:

عملت رئيسة البلدية من أجل تهدئة الأمور ومراعاة المشاعر. لماذا أنتم ضدها؟

اجابه:

لم يكن تدخل رئيسة البلديّة ضروريًا لتهدئة الأمور. فقد أعلن مدير المتحف قبل تدخلها أن ستارة ولافتة ستوضع على مدخل القاعة من أجل تجنب إيذاء مشاعر أولئك الذين لا يريدون مشاهدة المجسّم. إضافة الى ذلك، فإن مجلس إدارييّ جميع المؤسسات الثقافية في حيفا والذي يضم مندوبين عن المجلس البلديهو المخوّل للنظر في الاعتبارات العامة – الى جانب الفنيّة - عند عرض الإبداعات الفنية بما في ذلك المسّ إلى المشاعر. ولكن يجب عدم السماح لرئيس او رئيسة بلدية – وهم سياسيون - التدخل في اعتبارات عروض ونشاطات المؤسسات الثقافية.

سؤال:

ماذا تقولون لمقيم في حيفا يمس المجسّم بمشاعره؟

اجابه:

لو كان المجسّم معروضّا في شوارع المدينة أو اللافتات او على محطات الحافلات، فإننا سنفهم المطالب بإزالتها. ولكن المجسّم عُرض في المتحف ووضعت علامة تحذير عند مدخل قاعة العرض حتى لا يشاهده إلا أولئك الذين كانوا مهتمين حقا بفحواه. من ناحية أخرى، نحن نطلب من الجمهور بأكمله، بما في ذلك حيفا، رؤية الخطر والتغلب على الضرر.

غير ذلك لن يكون لدينا حرية التعبير. لا يكاد يوجد أي تعبير لا يضر بمشاعر شخص أو آخر. اليوم، يتم المس بحريّة تعبير أصدقائي؛ غدا، سيتم المس بما هو مهم لي.

bottom of page