top of page
emzaim2-by-Keren-Manor-Activestills.jpg

Photo by Keren Manor, Activestills

وسائل تفريق المظاهرات

كل ما يجب معرفته

لقراءة التقرير كاملًا:

Lethal in Disguise: The Health Consequences of Crowd – Control Weapons, March 2016

 

نصائح طبّيّة (2016)

وسائل تفريق المظاهرات: توصياتٌ جديدةٌ ومنقّحة، وسُبل المضيّ قدمًا,  2023

يُرجى الانتباه: المعلومات أعلاه نوفّرها فقط كوسيلة مساعدة، ولا ينبغي استخدامها أو الاستناد إليها لهدف التشخيص أو العلاج، ولا ينبغي اعتمادها كبديل لتشخيص وعلاج مهنيّين. يجب الانتباه إلى أنّ الأسلحة المذكورة أعلاه قد تسبّب أعراضًا مختلفة تمامًا، وأحيانًا كثيرة قد تظهر أعراض غير متوقّعة، لدى مختلف الأشخاص.

لقد أصبح استخدام الأسلحة “غير المُميتة” أو “غير الفتّاكة” لغرض تفريق المظاهرات منتشرًا جدًّا في إسرائيل، كما في بقيّة أنحاء العالم؛ ورافق هذا المنحى التعامل مع المظاهرات المدنيّة كأحداث عسكريّة وبالتالي مواجهتها بوسائل عسكريّة. في موازاة ذلك، ازدادت التقارير والشهادات حول الإصابات والإعاقات وحتى الموت، نتيجة استخدام هذه الأساليب. تجمع الصّفحات التالية المعلومات والبيانات المتعلقة بطريقة العمل والآثار الصحية الناتجة من استعمال الوسائل الرئيسية لتفريق المظاهرات المُستخدمة في إسرائيل والأراضي المحتلة: سيارة الرّش، قنابل صوت، قنابل مسيلة للدموع، أسلحة صوتية وأعيرة حركيّة (رصاص مطاطي، إسفنجي، إلخ).

استندنا في جمع المعلومات إلى تقرير صدر عام 2016 يحلّل الآثار الصحّية ومخاطر الأسلحة المُستخدمة لتفريق المظاهرات، مستندًا في ذلك إلى الأدبيات الطبيّة. أعدّت التقرير الشبكة الدولية لمنظمات الحرّيات المدنية (INCLO – International Network of Civil Liberties Organizations)، وهي شبكة دولية تضمّ 13 منظمة رائدة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، من مختلف الدول، وتشارك فيها جمعية حقوق المواطن بالتعاون مع المنظمة الدولية “أطباء لحقوق الإنسان”. 

سيارة الرشّ (المياه كريهة الرّائحة وسوائل أخرى)

Photo by Oren Ziv, Activestills

تأثيرها على الصحّة

تؤثّر سيّارة الرشّ على الصحّة بطرق عديدة:

  • في الطقس البارد، قد يسبب استخدام سيارة الرشّ انخفاض حرارة الجسم (Hypothermia) وحروقاً باردة (لسعة الصّقيع).

  • قد تنجم عن قوّة اندفاع المياه إصابة مباشرة تؤدّي إلى كدمات ورضوض، أو جروح داخلية.

  • قد تسبّب قوّة اندفاع المياه الوقوع أو الانزلاق.

  • الموادّ الكيماويّة المضافة إلى المياه قد تنجم عنها عواقب صحّية سلبية.


معطيات عن الإصابات

من مراجعة المقالات والبيانات المنشورة في مصادر مختلفة، تمّ تحديد عدد من الإصابات الخطيرة الناجمة عن استخدام سيارة الرشّ: 

  • كسور في الوجه وإصابات في العينين نتيجة لإصابة مباشرة من تيّار المياه.

  • إصابات الدماغ، رضوض وكدمات، كسور في الأضلاع وأنواع مختلفة من إصابات العضلات والعظام وذلك أساسًا نتيجة الوقوع الناجم عن اندفاع المياه بقوّة. 

  • الغثيان المتواصل لفترة طويلة وصعوبة في التنفس نتيجة التعرّض للموادّ الكيماويّة ذات الرائحة الكريهة التي تضاف إلى المياه.


قد تختلف شدة الإصابات تبعاً لضغط التيار، المسافة ومدة التعرض للسائل، فضلاً عن العوامل البيئية مثل درجة الحرارة وظروف الرياح، كذلك امكانيّة وقدرة الناس على الانتشار بشكل آمن. إن استخدام الموادّ الكيماويّة ذات الرائحة الكريهة في قلب الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية، كما يحدث في السنوات الأخيرة في القدس الشرقية، يترك رائحة كريهة لعدة أيام، ويؤثر بشكل خاص على قدرة المكوث في أماكن مغلقة مثل المنازل الخاصة، المصالح والمركبات التي تضرّرت من السائل.


نصائح طبية (طرق العلاج)

في حالات التعرّض للرشّ والطقس البارد: يجب التوجّه إلى مكان دافئ، واستبدال الملابس المبلّلة فورًا بطبقات من الملابس الدافئة والجافّة. في حالة احتمال التعرّض لحروق البرد (لسعة الصّقيع)، يجب ألّا يتمّ تدفئة الجلد حتى التأكّد من أنه لن يتعرّض للبرد مرّة أخرى. بعد الإخلاء إلى مكان آمن، يتوجّب تدفئة المنطقة المُصابة برفق بواسطة المياه الدافئة (وليس السّاخنة). يجب الامتناع عن اﺴﺘﺨﺪام اﻟﺤﺮارة اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة (مثال: وسادة التسخين، قربة ماء ساخن، مدفئة أو موقد نار)، وكذلك الامتناع عن القيام بأيّ ﺿﻐﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤُﺘﻀﺮّرة.

سيارة الرش، المعروفة أيضًا باسم “مدفع المياه”، تُستخدم في تفريق المظاهرات أو منع الوصول إلى مناطق معينة عن طريق رشّ الماء أو سوائل أخرى على المتظاهرين. ويمكن أن يسبّب استخدام سيارة الرش ضدّ المتظاهرين انخفاض حرارة أجسامهم (Hypothermia)، أو جروحًا نتيجة تعرّضهم المباشر لضغط تيّار الماء، أو الوقوع أو الارتطام بأشياء، إضافة إلى الأضرار الصحّية الناجمة عن الموادّ الكيماويّة والأصباغ المذابة في الماء. هناك احتمال كبير للتعسّف في استخدام هذه الوسيلة دون تمييز، بهدف العقاب الجماعي والتّرهيب.

 

هناك احتمال كبير للتعسّف في استخدام هذه الوسيلة دون تمييز، بهدف العقاب الجماعي والتّرهيب.


نسخة للطباعة (pdf)

تاريخها

المرّة الأولى التي استُخدمت فيها مدافع المياه لأجل تفريق الجمهور كانت في ألمانيا، في الثّلاثينيّات؛ ثمّ استُخدمت على نطاق واسع في الستّينيّات، خلال مظاهرات حركة الحقوق المدنيّة في الولايات المتحدة؛ وأصبح استخدامها اليوم شائعًا في جميع أنحاء العالم. عادة ما يتمّ رشّ المياه بواسطة خراطيم كبيرة موضوعة على شاحنات. يتم استخدام هذه الطريقة لتفريق الجمهور بدون أيّ إشراف أو رقابة كافية.


طريقة عملها

يتم وصل سيارة الرشّ بخزانات مياه توضع في الجوار، أو بخزانات متنقلة (غالباً ما تكون صهاريج تحملها شاحنات). ترشّ السيارة الماء بضغط عالٍ بهدف صدّ المتظاهرين ومنعهم من التقدّم، أو ترشّه بضغط منخفض لتبليهم. سيارات الرشّ الحديثة يمكنها أن تدفع الماء أو السوائل الأخرى بقوّة تدفّق قد تصل إلى 20 لترًا في الثانية، وإلى مسافة تصل إلى أكثر من 67 مترًا. في العديد من البلدان يجري عادة رشّ المياه مخلوطة بالأصباغ والموادّ الكيماويّة ذات الرائحة الكريهة، وحبر فوق بنفسجي غير مرئيّ. الغاية من جميع هذه الموادّ تطبيق العقاب الجماعي أو التعرّف على المتظاهرين لاحقًا واعتقالهم.

القنابل الصّوتيّة

Photo by Oren Ziv, Activestills

تأثيرها على الصحّة

قد ينجم عن القنابل الصوتيّة إصابات متنوّعة من ضغط الهواء المرتدّ:

  • إصابات درجة أولى: ضغط موجات الارتداد الناجمة عن الانفجار قد يسبّب إصابات داخليّة، خاصّة الأغشية الرقيقة مثل طبلة الأذن.

  • إصابات درجة ثانية: انفجار وتحطّم كتل في المكان قد يسبّب كدمات وقد تخترق الكتل الجسم.

  • إصابات درجة ثالثة: تحرّك الهواء بقوّة قد يدفع الأشخاص ويوقعهم على كتل صلبة مسبّبًا الجُروح.

  • إصابات درجة رابعة: قد يسبّب الانفجار إصابات أخرى، مثل: كيّات تشبه لسعة النار، جروح في القصبات الهوائية و”تراوْما” (رضّة) نفسيّة. إضافة إلى ذلك، قد يُسحق الناس في خضمّ الهلع الذي يتملّك الجمهور والفوضى الناجمة عن أعداد كبيرة من الأشخاص تتحرّك في ارتباك شديد.


معطيات عن الإصابات

معطيات عن الإصابات، استنادًا إلى الأدبيّات والأبحاث العلميّة

وثّق تقرير الموقع الإخباري الموقع الإخباري ״بروبوبليكا״، الصّادر في عام 2015، أكثر من 50 إصابة بليغة انتهى بعضها بموت، نتيجة استخدام القنابل الصوتيّة في السنوات الأخيرة. ضمن هذه الحالات الاكتواء الشديد نتيجة إطلاق هذه القنابل من مسافة قريبة أو في مكان مغلق أو داخل جمهور مزدحم.


نصائح طبية (طرق العلاج)

في حالة الإصابة بكيّات بسيطة: قد يفيد مرهم الألوفيرا (جِلّ هُلامي)، أو مرهم مضادّ للالتهابات. الثلج أو كمّادات باردة يمكن أن تخفّف الأوجاع.

يجب التوجّه لتلقّي العلاج الطبّي في الحالات التالية: لدى حدوث جُرح في الرأس أو الوجه أو أعضاء الجسم الدقيقة الأخرى مثل الأعضاء التناسليّة وكفّي اليدين والرقبة؛ لدى حدوث كيّ ( لسعة النّار)، فقاعات، أو جروح عميقة؛ لدى الإحساس بآلام تختلف عن الألم الذي تسبّبه رضّة أو كدمة مؤقّتة؛ لدى حدوث مشكلة مستمرّة في السّمع أو الرؤية.

تسمّى هذه حرفيًّا (قنبلة الصّدمة)، وتستخدم لإنتاج صوت تفجير قويّ و/أو ضوء ساطع يبهر العينين. في الأصل، جرى تطوير قنبلة الصّوت كوسيلة قتال عسكريّة، غير أنّه انتشر استخدامها كثيرًا في السنوات الأخيرة كوسيلة لتفريق المتظاهرين. صحيح أنّ الهدف المعلن من استخدام هذه القنابل هو نشر البلبلة والهلع في صفوف المتظاهرين وإرباك القدرة على التواجد في المكان، لكن قد تنجم عنها إصابات جسديّة – ناجمة عن ضغط الهواء المرتدّ أو شظايا القنبلة نفسها، قد تؤدّي حتّى إلى الموت.


لذلك لا يصحّ أن تستخدم جهات تطبيق القانون هذا السّلاح إذا كانت غايتها التعامل الناجع مع المظاهرات.


نسخة للطباعة (pdf)

تاريخها

جرى تطوير هذه الوسائل المتفجّرة في الستينيّات على يد وحدة “الخدمات الجوّيّة الخاصّة” في الجيش البريطانيّ، كسلاح يُستخدم في التدريبات؛ ثمّ استُخدمت كسلاح قتاليّ طيلة عقود. ومع الوقت تمّ الانتقال إلى استخدامها في مهمّات الضّبط الشّرَطيّ، بحيث أصبح استخدام القنابل الصوتيّة أكثر شيوعًا داخل الحيّز المدينيّ وضدّ السكّان المدنيّين.


طريقة عملها

بُنية هذه القنابل تشابه بشكل عامّ بُنية القنبلة اليدويّة التقليديّة، إذ تحوي مسحوقًا متفجّرًا يتمّ إشعاله بواسطة صاعق. تُلقى القنبلة وتنفجر بعد نحو ثانية ونصف بفعل مادّة التأخير. المواد المتفجّرة قوامها الماغنيزيوم، وتنشأ عن انفجارها ضوء ساطع وضجّة قويّة (قدرها 160 – 180 ديسيبل)، وهذين قد يسبّبان العمى المؤقّت، الصّمم المؤقّت وفقدان التوازن، إضافة إلى الإحساس بالهلع والذّعر. قد تنشطر عن القنبلة الصوتية أجزاء منها وتندفع كشظايا.

وسائل التهييج الكيماويّ (الغاز المسيل للدّموع ورذاذ الفلفل)

Photo by Oren Ziv, Activestills

تأثيرها على الصحّة

وسائل التهييج الكيماويّ من شأنها أن تلحق الأضرار بكثير من أجهزة جسم الإنسان، ويتعلّق مدى الضرر بمدّة التعرّض لهذه الموادّ، شدّة تركيزها، قدرة المصاب على مغادرة المكان، والمشاكل الصحّية أو الحساسيّات التي يعاني منها.

  • العينان: تهيّج الملتحمة والقرنيّة يسبّب إفراز الدّمع وتشنّجات لا إراديّة في الجفون، واحمرارًا وأوجاعًا. ونتيجة للتشنّجات القويّة قد تنغلق الجفون بقوّة مسبّبة العمى المؤقت. تؤدّي هذه الإصابات إلى تشوّش الرؤية، اكتواء (حروق بسيطة)، خدوش، تمزّقات في القرنيّة وعمى.

  • الأغشية المخاطية في الفم والجهاز الهضمي: تهيّج الأنف يسبّب الإحساس بالحرَقة، الالتهاب، الرشح والعطس. تهيّج الفم والجهاز الهضمي يسبّب الأوجاع، إفراز اللّعاب بشكل مفرط، والغثيان والتقيّؤ. التقيّؤ بكثرة مضافًا إليه الأثر السامّ للمادّة قد يسبّبان تمزّقات في الأوعية الدّمويّة وأوجاعًا مستمرّة.

  • الجهاز التنفّسي: وسائل التهييج الكيماويّ تسبّب التهابًا وأوجاعًا في المجاري التنفّسيّة. ردود الفعل الشائعة الناجمة عن ذلك هي السّعال، ضيق تنفّس وكثرة الإفرازات من الشعب الهوائيّة. وقد تتقلّص العضلة الملساء وتلتوي مسبّبة انغلاقًا في المجاري التنفّسية ينجم عنه ضيق تنفّس. الأشخاص الذين يعانون أمراضًا في الجهاز التنفّسي قد يعانون حساسيّة خاصّة تجاه غازات التهييج، حتى لو وُجدت بتركيز منخفض. قد يتعرّض هؤلاء لنوبة اختناق وحتّى إلى “هيبوكسيا” (نقص الأكسجين في الأغشية)، وقد يتوقّفون عن التنفّس ويموتون.

  • الجلد: تسبّب موادّ التهييج الكيماوي إحساسًا بالحرَقة في الجلد وظهور طفح جلديّ يصاحبه احمرار وحكّة، إضافة إلى آثار ناجمة عن وجود حساسيّة خاصّة. يظهر الطفح بعد دقائق قليلة من ملامسة المادّة للجلد، وقد يتلاشى بعد دقائق أو يستمرّ عدّة أيّام. يُحتمل ظهور بثور مليئة بالسائل البلازمي، اكتواء (حروق بسيطة) وردّ فعل ناجم عن حساسيّة خاصّة. 

  • القلب والاوعية الدمويّة: قد تسبّب موادّ التهييج الكيماوي تسارُع نبض القلب وارتفاع ضغط الدّم؛ وتكون هذه الأعراض أكثر حدّة لدى من يعانون مشاكل في القلب. الجمع بين تسارع النبض وارتفاع الضغط والـ”هيبوكسيا” (نقص الأكسجين في الأغشية) الناجمة عن ضيق التنفّس، قد يؤدّي إلى نوبة قلبيّة وحتّى إلى الموت.

  • آثار نفسيّة: كثيرًا ما تؤدّي الأعراض الجسمانيّة الناجمة عن موادّ التهييج الكيماوي إلى فقدان الإحساس بالتواجد في المكان والتوتّر – وهذان معًا يثيران لدى المصاب الخوف والرّعب ونوبات الهلع. في حالات معيّنة، لدى التعرّض المتواصل والمتكرّر لهذه الموادّ خلال مظاهرات كثيرة، لوحظت أعراض اضطراب “البوست تراوْما” أو كرَب ما بعد الصّدمة PTSD

  • آثار على النساء الحوامل والأجنّة: لا توجد معطيات كافية تؤكّد وجود علاقة سببيّة لدى البشر، لكن توجد تقارير عن حالات إجهاض أو إعاقة تطوّر الأجنّة عقب التعرّض لوسائل التهييج الكيماوي بتركيز عالٍ. 

  • كدمات ورضوض: إصابة الجسم مباشرة بعبوات رذاذ الفلفل وقنابل الغاز المسيل للدّموع قد تنجم عنها أضرار كبيرة، وقد تؤدّي حتى إلى الموت. الإصابات المباشرة الأكثر انتشارًا هي في الرأس والرقبة. من الشائع حدوث كدمات وخدوش وجروح، وإذا كانت الإصابة من مسافة قريبة قد تحدث كسور في العظام وجروح داخليّة خطيرة.


معطيات عن الإصابات

تفيد مراجعة الأدبيّات الطبّية حول وسائل التهييج الكيماوي، التي أجرتها منظمة “أطبّاء لحقوق الإنسان” الدوليّة خلال السنوات الـ25 الأخيرة، عن وجود 5،131 حالة إصابة و9،621 حالة إصابة موثّقة (أشخاص كثيرون تلقّوا عدّة إصابات).

  • مدى خطورة الإصابة: قُتل شخصان، وأصيب 70 شخصًا (1.3%) بعجز دائم. نحو 8.7% من الإصابات كانت بليغة واستدعت العلاج الطبي المهني، 17% إصابة متوسّطة و74.2% إصابة طفيفة. معظم المصابين شفوا تمامًا (5،059 شخصًا، ما نسبته 98.6% من المصابين).

  • إصابات مباشرة بعبوة أو قنبلة غاز: أفيد عن 231 إصابة، من بينها 63 (27%) كانت بليغة. عدد الأشخاص الذين أصيبوا في الرأس والرقبة بلغ 73، من بينهم 6 أشخاص على الأقلّ فقدوا بصرهم في إحدى العينين. 45 في الصدر، البطن، الظهر، والأعضاء التناسليّة نتيجة إصابة المفشق (ملتقى الفخذين). وهناك 95 إصابة في الأطراف العليا أو السفلى (من هؤلاء 3 أشخاص على الأقلّ اضطرّ الأطبّاء لبتر أطرافهم، وبقي 16 شخص مع عجز شديد في أداء أحد الأطراف).


العوامل التي قد تؤدّي إلى تفاقم الإصابة:

  • إطلاق وسائل التهييج الكيماويّ داخل مكان مغلق أو مكان يصعب الخروج منه.

  • إطلاق وسائل التهييج الكيماويّ في أمكنة مكتظّة أو أمكنة مزدحمة، ممّا يؤدّي إلى إصابة أشخاص غير مستهدَفين أساسًا وبضمنهم المارّة.

  • استخدام وسائل التهييج الكيماويّ لفترة متواصلة.

  • استخدام موادّ التهييج الكيماويّ بإطلاقها عبر وسائل تفريق مظاهرات أخرى، مثال أعيرة الرّصاص أو مدافع المياه.


نصائح طبية (طرق العلاج)

  • في حالة الإصابة في العينين (أعراضها: ذرف الدّموع، الأوجاع، الاحمرار، تشنّج الجفون، أو تشوّش مؤقّت في الرؤية): يجب غسل العينين بكمية كبيرة من المياه، وإذا كان المصاب يضع العدسات اللّاصقة يجب خلعها فورًا. يجب التوجّه لتلقّي العلاج الطبّي إذا استمرّت الأعراض المذكورة أكثر من ساعة، أو إذا استمرّ تشوّش الرؤية لوقت طويل، أو في حالة الإحساس بجسم غريب في العين.

  • في حالة إصابة الجلد (أعراضها: الإحساس بحرَقة، أوجاع أو احمرار مؤقّت): يجب غسل موضع الإصابة بكميّة كبيرة من المياه، مع استخدام الصّابون إذا توفّر – خاصّة بعد التعرّض لرذاذ الفلفل أو موادّ مهيّجة مجهولة. يجب الامتناع عن استخدام المراهم (الكريمات) والفازلين والزيوت، ويجب خلع جميع الملابس التي تلوّثت بالمادّة. يمكن استخدام سائل مضادّ للحموضة (مثال، محلول “مالوكس” المضادّ لحرَقة المعدة)، لأجل تخفيف حدّة الأعراض قليلًا. يجب التوجّه لتلقّي العلاج الطبّي إذا ظهرت فقاعات أو كيّات تشبه لسعة النّار، حكّة متواصلة، احمرار متواصل (لمدّة أكثر من ساعة) أو حرَقة في الجلد.

  • في حالة إصابة الجهاز التنفّسي (أعراضه: إحساس مؤقّت بالاختناق، أو ضيق تنفّس): يجب التنفّس بهدوء قدْر الإمكان، ومغادرة المكان فورًا إلى مكان ذي تهوئة جيّدة يتوفّر فيه هواء بارد ونقيّ. يجب التوجّه لتلقّي العلاج الطبّي إذا استمرّت الأعراض لوقت طويل، أو إذا استمرّ التنفّس السّريع لوقت طويل.

  • في حالة إصابة أجهزة أخرى في الجسم (تسارُع في نبض القلب، دُوار أو إحسان بالوهَن): يجب التوجّه فورًا لتلقّي العلاج الطبّي إذا استمرّت الأعراض لوقت طويل، أو إذا طرأ اختلال في انتظام نبض القلب.

أجهزة تطبيق القانون في العالم كلّه تستخدم الغاز المسيل للدّموع ورذاذ الفلفل في تعاملها مع المظاهرات. الاعتقاد السّائد هو أنّ هذه الوسائل تسبّب أضرارًا طفيفة وعابرة، لكنّ نتائج مراجعة الأدبيّات الطبيّة التي أجرتها منظمة “أطبّاء لحقوق الإنسان” الدوليّة، تفيد بوجود حالات مرضيّة بنسب مقلقة، بل وحالات موت، نتيجة استخدام هذه الأسلحة.


بحُكم طبيعتها، لا تميّز وسائل التهييج الكيماوي بين شخص مستهدّف وغيره، أي أنّه يصعب تصويبُها بدقّة نحو إنسان معيّن؛ ولذلك هناك احتمال كبير بأن يصاب جرّاءها المارّة وأشخاص غير مستهدَفين أصلًا: أطفال ومسنّون ونساء حوامل ومن يعانون مشاكل في الجهاز التنفّسي.


نسخة للطباعة (pdf)

تاريخها

وسائل التهييج الكيماوي الأكثر انتشارًا هي غاز CS,، غاز OC ونسخته الاصطناعيّة المسمّاة PAVA. غاز الـCS هو الغاز المسيل للدّموع، وقد جرى تطويره في الولايات المتحدة في العشرينيّات واستخدم كسلاح في العمليات العسكرية. ثمّ انتشر استخدامه في النصف الثاني من القرن العشرين، وذاعت شهرته حين استخدمته الولايات المتحدة خلال حرب فيتنام. غاز الـOC هو رذاذ الفلفل، وقد جرى تطويره هو أيضًا في الولايات المتحدة (استُخدم في البداية لإبعاد الحيوانات البرّية)، وفي نهاية الثمانينيّات أصبح سلاحًا تستخدمه الشرطة. وفقًا لميثاق استخدام السلاح الكيماوي (1993)، يُمنع استخدام وسائل التهييج الكيماوي في الحرب، لكن يُسمح استخدامها لغايات تطبيق القانون.


طريقة عملها

الموادّ الشائعة:

  • ينتج غاز CS / الغاز المسيل للدّموع (2-chlorobenzalmalononitrile) من إذابة كتلة صلبة من مسحوق أبيض في مادّة مذيبة. يجري رشّ الغاز او تسخينه أو تفجيره لأجل نثره في الهواء. لدى استخدامه مخفّفًا يكون تأثيره مؤقتًا، لكنّ استخدامه بنسب تركيز عالية قد يؤدّي إلى أضرار دائمة، وحتى إلى الموت.

  • غاز OC / رذاذ الفلفل (oleoresin capsicum) هو المادّة الفعّالة في الفلفل الحارّ، التي تضفي عليه خاصيّة الحرَقة. يوجد غاز OC بنسب تركيز مختلفة على شكل زيت يضاف إلى مادّة مذيبة capsaicin II، أو PAVA (pelargonic acid vanillylamide – وهو النسخة الاصطناعية ذات الفعاليّة الأقوى.


آليّة إطلاق الموادّ:

  • قنبلة أو عبوة : نثر المادّة بهذه الطريقة ينشر المادّة الكيماوية، عادة خلال 60 ثانية، على شكل “غيمة” لا يمكن رؤيتها بحُكم طبيعة المادّة. وقد تنتشر هذه الغيمة لتصيب المارّة وما يعترضها من أهداف غير مقصودة. تسيء جهات تطبيق القانون استخدام عبوات الغاز وكأنّها أعيرة أو مقذوفات، فتطلقها بتصويب مباشر على المتظاهرين، ومن مسافة قصيرة.

  • رذاذ يمكن رشّ موادّ كيماويّة مهيّجة بحيث تصل إلى مسافة تتراوح بين 3.6 و2.4 مترًا في رشّة كلّ ثانية أو ثانيتين. معنى ذلك تراكم كميّات بتركيز أقوى تصيب الجماعات المستهدفة مباشرة.

  • طرق أخرى: يمكن إذابة موادّ كيماوية مهيّجة في الماء ورشّها بواسطة سيّارة الرشّ أو خراطيم سيّارة المطافئ. ويمكن استخدامها كمسحوق وحشوه في خرطوش ذي غلاف رقيق (على غرار كريّات الأصباغ المستخدمة في لعبة paintball).


طريقة العمل

وسائل التهييج الكيماويّ تؤثّر على الحواسّ بقوّة، ويمكن أن تسبّب آلامًا والتهابات بطرق مختلفة.

  • غاز CS: عندما يلامس الغاز المسيل للدّموع الماء أو العرق أو الدهون الجلدية أو الأغشية المخاطيّة في الجسم، يذوب ويتحوّل إلى سائل حامضيّ ويسبّب الألم. أكثر الأعضاء عرضة للتأثر، الفم والعينان والأنف؛ وذلك بسبب الرطوبة في القصبة الهوائيّة والأغشية المخاطيّة. كما أنّ رطوبة وحرارة الجوّ تعزّزان آثار الغاز المسيل للدّموع. وقد يتسبّب الغاز أيضًا في حدوث ردّ فعل كيماويّ في نظام تبادل المواد للجسم (الأيض)، ممّا يؤدّي إلى تعطيل الأنزيمات وبالتالي إتلاف الأغشية.

  • غاز OC وPAVA: تؤثّر هاتان المادّتان على مستقبلات المنبّهات الألميّة والحراريّة (TRPV1)، وتثيران بالتالي إحساسًا بالحرَقة والألم الحادّ. ولأنّ غاز OC ذو خاصّية زيتيّة، فهو (حتى لو كان بتركيز منخفض جدًّا) ينفذ إلى داخل الجلد ويصل إلى الأغشية المخاطيّة مسبّبًا إزعاجًا كبيرًا ومتواصلًا، ويستمرّ تأثيره ما بين 20 و90 دقيقة.

الأسلحة الصّوتيّة

Photo by Carlos Osirio, Toronto Star, by GettyImages.jpg

تأثيرها على الصحّة

هناك أدبيّات طبّية قليلة عن آثار الأسلحة الصّوتيّة على صحّة الإنسان. وهناك تقارير أفادت عن حدوث صمم وأوجاع في الأذنين أو طنين متواصل، غير أنّه لا يوجد بعد ما يكفي لبلورة توافق حول هذا الشأن. تعمل الأسلحة الصوتية دون تمييز، ومن هنا قد تسبّب أوجاعًا أو أضرارًا للمتظاهرين وأيضًا للمتفرّجين الواقفين جانبًا، وحتّى لعناصر الشرطة أنفسهم.


معطيات عن الإصابات

يستطيع عناصر الشرطة التحكّم بنغمة صوت الصّافرات وتغيير سرعة الذبذبات (التردّد)، قوّتها، نوعيّتها، ومدّة تشغيل الصّافرة. إساءة استخدام هذه الوسيلة، أو استخدامها دون معرفة آثارها، قد يفاقم الإصابة وتسبّب أعراضًا أشدّ.


نصائح طبية (طرق العلاج)

عند التعرّض أو عند الشعور بألم في الأذنين، يجب مغادرة المكان والبحث عن مكان هادئ. ينبغي التوجّه لتلقّي العلاج الطبّي في الحالات التالية: طنين متواصل في الأذنين، صمم أو أوجاع قويّة في الأذنين؛ أو نزيف من الأذنين مهما كانت درجته، وجع رأس أو أعراض غير متوقّعة أخرى.

الأسلحة الصّوتيّة، وتسمّى أيضًا مدافع صوت (وفي إسرائيل يسمّونها “الصّعقة”)، هي أجهزة تطلق أصوات قويّة جدًّا ومن مسافات بعيدة. تُستخدَم هذه التكنولوجيا لتفريق المظاهرات بواسطة إطلاق ضجّة قويّة ومؤلمة، من شأنها أن تسبّب ضررًا كبيرًا في الأذنين، وقد تؤدّي حتّى إلى الصّمم.


هناك شكوك كبيرة تحوم حول أمن ونجاعة الأسلحة الصوتيّة في سياق تفريق المظاهرات.

 

نسخة للطباعة (pdf)

تاريخها

استُخدمت مكبّرات الصّوت منذ مئات السّنين، لكنّ هذه التكنولوجيا تحوّلت في بداية التسعينيّات إلى سلاح غايته تفريق المظاهرات. هذا السّلاح، القادر على بثّ أصوات قويّة إلى مسافات بعيدة، استُخدم للمرّة الأولى في العراق، في عام 2004، على يد الجيش الأمريكيّ.


طريقة عملها

أنواع الأجهزة:

  • الجهاز المسمّى تجاريًّا LRAD (Long Range Acoustic Device – جهاز صوتيّ بعيد المدى، بقوّة 110-130 ديسيبل: وهو قادر على التسبّب بألم من مسافة عشرين مترًا.

  • البعوضة (“mosquito”): سلاح صوتيّ يطلق ذبذبات عالية التردّد وتسبّب أوجاعًا في الرأس للأشخاص في سنّ الشباب (تحت سنّ الـ30؛ لأنّ من تجاوزوا سنّ الـ30 لا يسمعونها عادة، وبالتالي لا يتأثّرون بها).

  • سلاح تحت – صوتيّ (Infrasonic): لا تزال هذه التكنولوجيا الحديثة قيد الفحص. هذا السلاح قادر على إطلاق ذبذبات بموجة منخفضة جدًّا، وقد تكون غير مسموعة، لكنّها تسبّب الأوجاع وفقدان حسّ التواجد في المكان.


طريقة عملها

تعمل الأسلحة الصوتية بواسطة إطلاق ضجّة ذات فاعليّة قويّة ومؤلمة، وحتى خطيرة. تحوي هذه الأسلحة مئات المحوّلات الحديثة جدًّا لإنتاج نغمات بذبذبات مركّزة ومضخّمة جدًّا.

المقذوفات أو الأعيرة الحركيّة (الرّصاص المطّاطي والإسفنجيّ وغيرهما)

Photo by Ryan Rodrick Beiler, Activestills

تأثيرها على الصحّة

يمكن أن تؤدّي المقذوفات الحركيّة إلى رضوض أو جروح عميقة. الجروح العميقة هي تلك التي تخترق الجلد أو الأنسجة اللّينة، أمّا الرضوض والكدمات فتعني التسبّب بأضرار داخليّة دون اختراق حاجز الجلد.

  • الرأس والرقبة: الهياكل الحسّاسة للوجه والرقبة عُرضة بشكل خاصّ للإصابة برضوض وكدمات، وذلك لأنّ عظام الوجه والجمجمة والعمود الفقري والأوعية الدموية في الرقبة كلّها قريبة من الجلد.

  • العينان: إصابة العين بشكل مباشر تسبّب العمى التامّ – وهذا قد حدث في كلّ الحالات تقريبًا. السبب في ذلك هو تمزّق مقلة العين واصابة الهياكل المجاورة. كما يمكن للمقذوفات الحركيّة اختراق مقبس العين والوصول إلى الدماغ، والتسبّب بالتالي بأضرار دماغيّة. 

  • الدماغ: رضوض الدّماغ قد تسبّب ارتجاج الدّماغ وأضرارًا دماغيّة، نزيفًا، وقد تؤذي العمود الفقري، أو تؤدّي إلى ضرر دماغيّ خطير.

  • الجلد والأنسجة اللّينة: يمكن للمقذوفات الحركية أن تسبب كدمات ورضوضًا وإصابات في الجلد والأنسجة اللّينة، بالإضافة إلى جروح سطحية أو عميقة. هذه الجروح يمكن أن تُتلف العضلات أو الأعصاب، وكذلك قد تسبّب النزيف.

  • العضلات والهيكل العظمي: يمكن أن تؤدي إصابة العضلات والعظام إلى خلع، كدمات ورضوض، أو كسور. كما ويمكن أن تسبب إصابات جسيمة وغير قابلة للإصلاح في الأعصاب والأوعية الدموية، مما قد يؤدّي إلى بتر الأعضاء.

  • القلب وجهاز التّنفس: يمكن أن تسبّب المقذوفات الحركية كدمات ورضوض في القلب أو الرئتين. كما وقد تسبّب في حالة اختراق الصدر إصابات خطيرة أو حتى مُميتة مثل النزيف، النوبات القلبيّة، واسترواح الصدر (pneumothorax) أي تجمّع الهواء بين الرئة وجدار الصّدر. 

  • البطن: يمكن أن تسبّب الإصابة السطحية (رضوض وكدمات) نزيفًا في الأعضاء الداخلية مثل الكبد، الكليتين والطحال. أمّا إذا اخترق العيار المقذوف البطن فيمكن أن يسبّب نزيفًا أو ثقبًا أو جروحًا في الأعضاء التناسلية والمسالك البولية.


معطيات عن الإصابات

وُجد من خلال مراجعة الأدبيات الطبية المتعلقة بالمقذوفات الحركيّة المنشورة خلال الـ 25 سنة الماضية، والتي أجرتها منظمة أطباء لحقوق الإنسان الدوليّة، أنّ من بين 1925 شخصًا أصيبوا من هذا السّلاح، توفّي 53 شخصًا، و-294 لازمتهم إعاقة دائمة. ورغم أن هذه النتائج لا تسمح بتقييم مدى تكرار وانتشار الحالات، فإنها تشير إلى أن المقذوفات الحركيّة تسبب نسبة ملحوظة من الأمراض والوفيات.

  • وفيات: نحو 49 ٪ من الوفيات كانت نتيجة إصابات مباشرة في الرأس والرقبة، و23 ٪ جاءت نتيجة إصابات في الدماغ أو العمود الفقري أو الصدر.

  • اعاقة دائمة: حوالي 84 ٪ من الإصابات في العين نتج عنها فقدان البصر الدائم. كان فقدان البصر الدائم أكثر أنواع الإعاقات الدائمة شيوعًا.

  • خطورة الإصابة: تعرّض 70٪ من الضحايا لإصابات بليغة تطلّبت العلاج الطبّي المختصّ.


العوامل التي قد تؤدّي إلى تفاقم الإصابة:

  • تكوين المقذوفات أو الأعيرة: الرّصاص المعدنيّ المغلّف بالمطّاط، وذخيرة بنادق الصّيد وأنواع الأعيرة التي تحتوي على مركّبات معدنية – كلّها أكثر خطورة، لأنها تنطلق وتتحرّك بسرعة أكبر، وبالتالي ارتطامها بجسم المصاب أقوى بكثير.

  • مدى الإطلاق: المقصود به المسافة بين السّلاح والمستهدَف به. هناك علاقة مباشرة بين مدى الإطلاق ودرجة خطورة الإصابة. هناك أنواع من المقذوفات الحركية تطلق بسرعة تجعلها أشبه بأعيرة الذخيرة الحيّة، ولذلك قد يؤدّي إطلاقها من مسافة قريبة إلى إصابات وإعاقات خطيرة.

  • مكان الإصابة: الإصابة في الرأس، الرقبة، الوجه وأعضاء الجسم الحسّاسة الأخرى يمكن أن تؤدّي إلى نتائج أكثر خطورة.

  • التأخّر في تقديم العلاج الطبي، من شأنه أن يؤدّي إلى تفاقم خطورة الإصابة. قد يحدث التأخير بسبب اكتظاظ المرافق والمراكز الطبية (نظرًا لكثرة المصابين)، الحواجز، الخوف من الاعتقال أو العقاب، أو فشل الفريق الطبي في تحديد الإصابة قد تؤدّي إلى تفاقم الاصابة.


نصائح طبية (طرق العلاج)

في حالة الإصابات الطفيفة: يجب وضع الثلج أو الكمّادات الباردة على المنطقة المصابة، لمدّة 24 – 48 ساعة، وتناول مسكّنات خفيفة مثل الأكامول وعقاقير مضادّة للالتهاب لا تحتوي ستيرويدات. يجب التّوجه لتلقي العناية الطبية عند إصابة الوجه وأجزاء الجسم الحسّاسة الأخرى مثل الأعضاء التناسلية، الرّاحتان (كفّتا اليدين) والرقبة؛ عند حدوث نزيف أو تمزّق في الجلد نتيجة الإصابة برصاصة؛ عند الشعور بألم مختلف عن ألم الكدمة المؤقتة؛ وعند وجود دم في البول، تورّم، ألم شديد، صعوبة في الحركة أو جروح عميقة.

تُستخدَم المقذوفات الحركيّة – والتي تسمّى أيضًا الرّصاص المطّاطيّ أو الإسفنجيّ أو غير ذلك – لأغراض تفريق المظاهرات على يد جهات تطبيق القانون في أرجاء العالم، ويجري إطلاقها بواسطة أنواع عديدة من البنادق والقاذفات. تفيد نتائج استعراض الأدبيّات الطبّية الذي أجرته منظّمة “أطبّاء لحقوق الإنسان” الدوليّة، أنّ المقذوفات الحركيّة تسبّب جروحًا بليغة قد تؤدّي إلى عجز، أو حتّى إلى الموت.


من غير الممكن التصويب الدقيق عند إطلاق المقذوفات الحركيّة عن بُعد، ولذلك هناك احتمال أن تصيب المارّة وقد تصيب أعضاء حسّاسة. من جهة أخرى، عند إطلاق هذه المقذوفات عن قُرب قد تكون فتّاكة، إذ ترتفع احتمالات الإصابة القاتلة. المقذوفات الحركيّة ليست ذخيرة مناسبة للتّعامل مع المظاهرات أو تفريقها على يد جهات تطبيق القانون، وعليه يجب التوقّف عن استخدامها.


نسخة للطباعة (pdf)

تاريخها

جرى استخدام المقذوفات الحركيّة للمرّة الأولى في ثمانينيّات القرن الـ19، حين أطلقت السلطات في سنغافورة نحو المتظاهرين نشارة أيدي المكانس. لاحقًا، طوّر البريطانيّون أيضًا مقذوفات حركيّة، خلال المظاهرات في إيرلندا، مستخدمين الخشب في البداية، ثمّ البلاستيك، ثمّ مادّتَي الـPVC والمطّاط. أمّا الولايات المتحدة فقد بدأت في استخدام الرّصاص المطّاطيّ والبلاستيكيّ خلال المظاهرات الاحتجاجيّة على التورّط في حرب فيتنام.


في إسرائيل والأراضي المحتلّة: 

في أعقاب أحداث أكتوبر 2000 ، تمّ منع الشرطة من استخدام “الرّصاص المطّاطي” ( المقذوفات او المقذوفات المعدنيّة المغلّفة بالمطّاط) داخل حدود دولة إسرائيل، لكنّها تواصل استخدامها في الضفة الغربية. أدخلت الشرطة ببديل هو رصاص الإسفنج الأزرق (مقذوفات مصنوعة من موادّ إسفنجيّة صلبة)؛ وأضافت إليه – اعتبارًا من شهر حزيران 2014، رصاص الإسفنج الأسود، وهو مقذوفات مطّاطيّة لا تحتوي كتلة معدنيّة. بشكل عامّ، تأثير الاصابة برصاص الإسفنج الأسود أكثر صعوبة من الإصابة برصاص الإسفنج الأزرق. منذ أن بدأت الشرطة في استخدام رصاص الإسفنج الأسود أصيب به عشرات الفلسطينيين في القدس الشرقية، بما في ذلك ما لا يقلّ عن 17 فقدوا البصر نتيجة الإصابة برصاص الإسفنج الأسود بما فيهم قاصرون. في القدس توفّي فتًى يبلغ من العمر 16 عامًا جرّاء إصابته في الرأس برصاصة إسفنجية سوداء.


طريقة عملها

أنواع المقذوفات الحركيّة الشائعة:

  • الرّصاص المطّاطي والبلاستيكي نوعان من المقذوفات الصّلبة، ذات شكل كرويّ أو اسطوانيّ، بأحجام مختلفة. يمكن إطلاق هذه المقذوفات واحدة واحدة أو في صليات تقذف عددًا من المقذوفات دفعة واحدة. الموادّ المستخدمة في إنتاج هذه المقذوفات : المطّاط، البلاستيك، الـPVC، أو تركيبة تحتوي المعدن.

  • أكياس فاصولياء (Bean bag rounds)، هي أكياس أو مخدّات قماش اصطناعي محشوّة بكُرات حديديّة صغيرة. يتمّ حشو الخرطوش بالأكياس القماشيّة، ولدى إطلاقها تأخذ هذه بالتمدّد فتتّسع المساحة الداخلية.

  • الرّصاص الإسفنجيّ هو مصطلح يكنّى به عن أنواع من الرّصاص أكثر ليونة. يشمل هذا النوع من الذّخيرة، كرات رغويّة ذات عيار مصنوع من الرغوة الصّلبة، أو رصاصًا ذا طاقة منخفضة وأعيرة مجوّفة.

  • خرطوش أو فشك حُبيبات(Pellet rounds) هي عبارة عن خرطوش محشوّ بحُبيبات صغيرة مصنوعة من الرّصاص، الفولاذ، البلاستيك أو المطاط. تتناثر هذه الحُبيبات عند إطلاق الخرطوش. إنّها نفسها الحُبيبات المعدنيّة التي تُستخدم في اصطياد الطيور والغزلان، لكنّ بعض الدول تستخدمها كأسلحة لتفريق المظاهرات.


آلية التّفريق:

يجري إطلاق المقذوفات الحركيّة بواسطة مجموعة متنوّعة من القاذفات والبنادق، بعضها عبارة عن إضافة للبنادق التي تُستخدم لإطلاق الرّصاص الحيّ، وبعضها الآخر تمّ تصميمه خصّيصًا لكي يُستخدم كسلاح لتفريق المظاهرات. اعتمادًا على نوع الرّصاصة والقاذفة، يمكن إمّا إطلاق رصاصة واحدة أو صَلية رصاصات دفعة واحدة.


طريقة العمل:

من الناحية النظريّة جرى تصميم المقذوفات الحركيّة بحيث تسبّب الألم وتشلّ الشخص دون أن تخترق جسمه ودون التسبّب في رضوض وكدمات عميق، وذلك بسبب حجمها الكبير وسرعتها البطيئة. ومع ذلك، في الكثير من الحالات يكون تصويب هذه المقذوفات غير دقيق، وبالتالي قد تصيب الأجزاء الحسّاسة والضعيفة من الجسم أو قد تخطئ الهدف المقصود كلّيًّا، وتسبّب بالتالي أضرارًا جسيمة.

bottom of page