top of page

إغلاق الحواجز في محيط القدس أمام دخول الفلسطينيين من سكان إسرائيل


توجهت جمعية حقوق المواطن برسالة عاجلة جدا الى الجهات المسؤولة تطالبهم بالعمل الفوري لفتح الحواجز في محيط القدس لمرور الفلسطينيين من سكان البلاد. وشددت امحامية طال حاسين انه لا تتوفر في أي من هذه الحواجز أية آليات تسمح بالمرور الفوري للسكان لأسباب صحية وإنسانية عاجلة. فيما يلي نص الرسالة الكامل:



12 تشرين أول (أكتوبر) 2023


إلى حضرة إلى حضرة

السيد يوآب غالانط ليفتينانت كولونيل حكيم خليل

وزير الأمن رئيس مديرية التنسيق والارتباط في محيط القدس


إلى حضرة إلى حضرة

الجنرال احتياط عوفر هيندي الميجور جنرال دورون ترجمان

رئيس مديرية كيشت تسفاعيم قائد لواء القدس

وزارة الأمن الشرطة الإسرائيلية

عاجل جدا!


تحية وبعد،


الموضوع: إغلاق الحواجز في محيط القدس أمام دخول الفلسطينيين من سكان إسرائيل


في يوم السبت الموافق 10 تشرين أول (أكتوبر) 2023، بدأ هجوم فتّاك شنّته حركة حماس على بلدات الجنوب، ترافقت مع إطلاق آلاف الصواريخ، وبعد ذلك بوقت قصير تم الإعلان عن حرب. منذ ذلك الحين، أي منذ خمسة أيام، تم إغلاق الحواجز في محيط القدس. فحاجز قلنديا مغلق أمام حركة السيارات والمشاة، والحاجز رقم 300 مغلق أمام حركة السيارات، في حين أن الحاجز المتوضع على مدخل مخيم شعفاط للاجئين، والمغلق هو الآخر أمام حركة الداخلين والخارجين، قد تم فتحه يوم أمس الأول بصورة جزئية. لا تتوفر في أي من هذه الحواجز أية آليات تسمح بالمرور الفوري للسكان لأسباب صحية وإنسانية عاجلة.

يشكّل إغلاق الحواجز فرض حصار فعلي على آلاف الأشخاص، من حاملي الإقامة الدائمة، القاطنين في نطاق بلدية القدس، وهو ما يشكل انتهاكا خطيرا لحقوقهم الأساسية. وبناء عليه، فإننا نتوجه إليكم مطالبين بإصدار الأمر بفتح هذه الحواجز فورا.


فيما يلي التفصيل:


1. يعيش آلاف الأشخاص، من حاملي الإقامة الدائمة في إسرائيل، في أحياء القدس الواقعة خلف جدار الفصل: في كفر عقب، ومخيم شعفاط للاجئين، وضاحية السلام، وراس خميس، وراس شحادة، وبير عونة. ومنذ صباح السبت الماضي، منع سكان هذه الأحياء من الخروج منها والدخول إلى القدس بسياراتهم، في حين مُنع بعضهم من المرور منها حتى سيرا على الأقدام.


2. حاجز قلنديا الواقع شمالي القدس، والذي يمر من خلاله سكان أحياء كفر عقب الذي يقطن فيه عشرات آلاف الفلسطينيين من سكان إسرائيل، مغلق أمام حركة السيارات، وخصوصا المواصلات العامة، وسيارات الإسعاف، وشاحنات المؤن، وبناء على تقارير مختلفة، تم حتى منع مرور المشاة عبر هذا الحاجز، اعتبارا من يوم السبت.


3. حاجز مخيم شعفاط للاجئين، وهو بوابة المخيم والأحياء القريبة منه، التي يعيش فيها هي الأخرى عشرات الآلاف من سكان إسرائيل، تم إغلاقه بصورة تامة أمام حركة السيارات والمشاة. وبعد تراكم نقص كبير في الأدوية وأغذية الأطفال، وفقط في أعقاب تدخل الشرطة الجماهيرية، تم السماح لشاحنة مؤن واحدة بالدخول إلى هذه الأحياء. يوم الثلاثاء، عاد الحاجز للعمل بصورة مخففة، وتم فتح مسار واحد من أصل أربع مسارات مرور فيه. يوم أمس، وخلال ساعات النهار، تم فتح مسار إضافي لعدة ساعات، إلا أن الأمر لم يحل دون حدوث اختناقات مرورية هائلة. وقد تم إغلاق الحاجز مجددا يوم أمس في التاسعة مساء.


4. حتى موعد الفتح الجزئي للحاجز المذكور، تم توجيه المواطنين الذين سعوا للخروج إلى القدس، إلى حاجز حزما، ولكن بلغنا أن أولئك الذين حاولوا القيام بذلك اكتشفوا عدم السماح للفلسطينيين بالعبور من هناك في الأيام الأخيرة. كما ينطبق الأمر ذاته على حاجز عناتا، الذي يمر عبره المستوطنون من دون عوائق، في حين يحظر مرور سكان إسرائيل من الفلسطينيين عبره.


5. حاجز رقم 300، الذي يدخل من خلاله إلى إسرائيل أيضا نحو 2500 مواطنا إسرائيليا يقطنون في حي بير عونة، جنوب شرقي المدينة، يعود جزء من هذا الحي إلى منطقة بلدية القدس، مغلق هو الآخر. ولغرض منع دخول الأهالي إلى المدينة من خلال شارع الأنفاق، تم وضع حواجز أسمنتية على مدخل الحي لغرض الحؤول دون دخول السيارات. كما أن مخرج قرية الولجة، التي تعد بعض أراضيها داخلة ضمن حدود القدس، مسدودة بالمكعبات الأسمنتية، ولا مجال أمام السكان للخروج من القرية بالسيارات والوصول إلى المدينة (بشأن إغلاق مدخل قرية الولجة، قمنا بالأمس بإرسال التماس منفصل إلى قائد المنطقة الوسطى).


6. هذا، وقد شهِد فلسطينيون يسكنون في إسرائيل بموجب تصريح لم شمل الأسر، والذين يعيشون مع عائلاتهم في أحياء مخيم شعفاط للاجئين، بأنه يحظر عليهم تماما الخروج إلى القدس، عبر السيارات أو سيرا على الأقدام، وبأنهم محتجزون في المخيم.


7. بناء عليه، في هذه الأحياء التي تم ضمها إلى إسرائيل عام 1967، والذين فصلهم بناء جدار الفصل عن القدس، يقطنون يقطن عشرات الآلاف من السكان الفلسطينيين من حملة الإقامة الدائمة (تصل أعدادهم بحسب تقديرات مختلفة إلى نحو 130 ألفا)، ومعهم أفراد أسرهم، يحمل الكثير منهم مكانة ووثائق إسرائيلية- سكان مؤقتون أو تصاريح دخول. هؤلاء السكان، الذين يحظون بمكانة قانونية في إسرائيل، علاقة وثيقة بمدينة القدس. فالكثيرون يدخلون إليها يوميا لأغراض العمل، والتعليم، والصحة، والرفاه، والصلاة، والمشتريات، وتلقي الخدمات المختلفة. في الوقت الذي تناقش فيه محكمة العدل العليا مسألة قانونية مسار الجدار في أحياء شرقي القدس، التزمت السلطات بأن يتاح للسكان الدخول إلى القدس والعودة منها من خلال الحاجز المتوضع على مدخل مخيم شعفاط على مدار 24 ساعة، بصورة تخفف من القيود المفروضة على حرية التنقل (التماس المحكمة العليا رقم 05 6193 لجنة سكان راس خميس ضد السلطة المخولة بموجب قانون الاستيلاء على الأراضي (25.11.2008)). بل إن بناء جدار الفصل قد ترافق مع التزام الدولة بالحفاظ على نسيج الحياة السليم لمن لم يحالفه الحظ وظل على الجانب الشرقي من الجدار (التماس المحكمة العليا رقم 04/5488 مجلس الرام المحلي ضد دولة إسرائيل (13.12.2006)).


8. يتم الآن انتهاك هذه الالتزامات بصورة كاملة تحت ستار الحرب، ويتم احتجاز آلاف البشر في الأحياء التي يقطنون فيها. لا يمكن لسكان كفر عقب الدخول إلى القدس عبر حاجز قلنديا، سواء بالسيارة أو سيرا على الأقدام، ولا يمكنهم الذهاب إلى أعمالهم، أو تلقي العلاجات العاجلة، أو تلقي الخدمات الضرورية الأخرى. كما أن المواصلات العامة التي كانت تصل إلى الحي، والتي تقدم الخدمة للآلاف من سكانها يوميا، قد توقفت، وتم حظر حركة الحافلات إلى كفر عقب ومنها. في إطار الإغلاق، لم تعمل أية شاحنة إخلاء قمامة، وتراكمت أكوام القمامة في الشوارع. يوم أمس الأول صدرت مصادقة لتجديد إخلاء القمامة، إلا أن السكان يشيرون إلى حاجة كبيرة إلى تجديد عودة شاحنات توفير الغذاء، وإلى الحاجة العاجلة والضرورية للوصول إلى بنك البريد من أجل سحب المخصصات المالية الضرورية لمعيشتهم (مخصصات ضمان الدخل، التي يستند إليها الكثير من المسنين في الحي، تدفع بتاريخ 12 من كل شهر). ورغم ذلك، فإن البريد على حاجز قلنديا مغلق، وحتى لو كان مفتوحا، فقد حظر على السكان، كما أسلفنا، الوصول إلى نقطة التفتيش.


9. الحصار المفروض على الحي محكم جدا إلى حد منع مرور من أبرزوا حجوزات لتلقي علاجات طبية، وبضمنهم مصابون بأمراض خطيرة. لقد تم إرسال أولئك للبحث عن طريق لهم عبر حاجز بسجات زئيف، المغلق هو الآخر.


10. صورة مماثلة، أقل حدّ’، تميّ. سكان مخيم شعفاط للاجئين. إذ أن الفتح الجزئي للحاجز يوم أمس الأول لم يسهم جدا في تحسين الحالة. علينا أن نذكّر بأن الحاجز يعمل، في الأيام العادية، من خلال أربع مسارات تتدفق الحركة من خلالها طيلة اليوم. إلا أنه قد تم تشغيل مسارين لوقت قصير يوم أمس على هذا الحاجز، في حين تم تشغيل مسار واحد فقط منذ ساعات الظهيرة، ومن ثم تم إغلاقه هو الآخر في التاسعة مساء كما أسلفنا. ويبلغ سكان الأحياء الواقعة في المخيم عن تعامل معادي يوجهه إليهم رجال الشرطة على الحاجز، يشمل الصراخ، والإهانات، والرفض التعسفي للسماح بمرور السيارات التي جرؤ أصحابها على الاحتجاج على التعامل.


11. أما مصير سكان حي بير عونة فأكثر قتامة. فهذه البلدة الصغيرة لا تتوفر فيها مؤسسات عامة ولا خدمات طبية أو مراكز تجارية، وهم مرتبطون بصورة تامة بالقدس والمدن الفلسطينية القريبة منها. إلا أن الحاجز رقم 300 مغلق، والحواجز الإسمنتية تغلق طريق الخروج إلى شارع الأنفاق. سكان هذه المنطقة أيضا، كما هو حال الكثير من السكان الذين تحدثنا معهم خلال الأيام الماضية ويقطنون في أحياء شمالي القدس خلف الجدار، يشتكون من المساس بحريتهم، والشعور بالاحتجاز المترافق مع حياتهم، والإهانة المرتبطة بالأمر.


12. إن مثل هذا الحظر الشامل لحرية التنقل، والانتهاك الخطير للكثير من الحقوق الإنسانية لعشرات آلاف السكان، هما أمران غير قانونيان. حتى في ظل الحرب، لا يحق للدولة التصرف معهم بوصفهم أعداء، وفرض الحصار عليهم، سواء أكان هذا الحصار كاملا أم جزئيا. وحتى لو أمكن العثور على مصدر صلاحيات بصعوبة للقيام بهذا الأمر، فإن هذه المسلكية تشكل انتهاكا غير تناسبيا لحقوق الإنسان لعشرات الآلاف من البشر، وعقابا جمعيا مرفوضا ومحظورا.


13. هذا هو الحال أيضا بالنسبة لمن يقيمون بصورة قانونية في إسرائيل، من خلال تصاريح لم الشمل، الذين يقطنون في الأحياء الواقعة خلف جدار الفصل، والذين يحظر عليهم الآن تماما الخروج من الأحياء التي يقطنون فيها والدخول إلى القدس. علينا أن نذكر هنا بأن الدولة منذ وقت ليس ببعيد قد أعلنت، في إطار التماس ضد انعدام التجانس في السياسة المتبعة في الحواجز بشأن هؤلاء، بأنه يمكنهم المرور عبر الحواجز، شأنهم في ذلك كشأن سائر سكان الأحياء الواقعة خلف جدار الفصل (التماس المحكمة العليا رقم 20/3212 حسن ضد وزير الدفاع (4.6.2020)).


14. بناء على كل ما تقدم، نعود لنطالب بأن تصدروا أمرا بفتح كل من حاجز قلنديا وحاجز رقم 300، والسماح بدخول الفلسطينيين من سكان إسرائيل عبر حاجزي حزما وعناتا، وأن يعود الحاجز المتوضع على مدخل شعفاط للعمل بصورة كاملة، وأن تصدروا أمرا بالسماح بمرور من يعيشون في إسرائيل في إطار لم شمل الأسر عبر الحواجز. كما نتوقع بأن يتم فورا وضع آلية تسمح بالمرور الفوري عبر نقاط التفتيش لمن يحتاج إلى ذلك، لأسباب طبية وغير طبية.


نشكركم مقدما على إجابتكم العاجلة.



مع الاحترام،

المحامية طال حسين

نسخ إلى: قسم الالتماسات، النيابة العامة

السيد موشيه ليئون، رئيس بلدية القدس.

bottom of page