وسام حقوق الإنسان على اسم اميل غرينتسفايغ يقدم للشخص او المنظمة صاحب\ة العطاء الخاص لتعزيز حقوق الانسان، الأسماء الفائزة بالوسام لهذا العام ٢٠٢٤ هم::
د. شرف حسّان
د. شرف حسّان هو عالم اجتماع، ومربٍ وناشط في مجال تعزيز حقوق الإنسان، والسلام والعدالة الاجتماعية، وهو رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي. عمل شرف منذ صغره وخلال سنوات دراسته الجامعية في مجال حقوق الإنسان، مع التركيز على التربية، وكان مدير قسم التربية في جمعية حقوق المواطن. خلال سنوات عمله قاد نضالات كثيرة لتأمين حق الطالبات والطلاب العرب لتعليم متساوٍ وعالي الجودة.
عمل شرف باصرار ونشاط على الاعتراف بالتعليم العربي ومنح المكانة المتساوية والادارة الذاتية لجهاز التعليم العربي داخل نظام التعليم الرسمي. لقد بحث بشكل معمق برامج التعليم العربي من خلال النضال لتحريره من التأثير السياسي الاشكالي وتمكين الطالبات والطلاب من التفكير المستقل والنقدي. في مجال المدنيات- بشكل خاص- عمل شرف على تطوير برامج تعليم توفر لجميع الطلاب اليهود والعرب قيمًا ومضامين وادوات تساعدهم على تطوير القدرة على فهم الواقع الاجتماعي والسياسي المركب الذي يعيشونه والقدرة على تصور مجتمع اخر يطمحون للعيش فيه وهو متعدد الثقافات وديمقراطي ومتحرر من العنصرية.
تمكن شرف خلال نشاطه من دمج أدوات مختلفة والعمل مع جماهير متنوعة بهدف تحسين جهاز التعليم العربي وتقوية مكانته. عمل مع المربين ومع الطلاب ونشط من أجل إقامة مجموعات ومنتديات للمربيات والمربين وتشجيع المبادرة والقيادة في أوساط المربين.
نشر مقالات وأوراق موقف في مجال سياسات التعليم تم إرسالها إلى صناع القرار. وأكد عملياً على أهمية تغيير الخطاب التربوي والانتقال من خطاب الإنجازات إلى خطاب يشمل جميع الطلاب والطالبات، وخاصة من الفئات السكانية المهمشة، ويقدم إجابة لاحتياجاتهم. منذ 7 أكتوبر، وجه شرف جهوده لدعم الطلاب والمحاضرين والمعلمين الذين تضرروا نتيجة التعبير عن آرائهم السياسية. قاد منتديات رافقت الضحايا وعمل مع إدارات الجامعات لضمان حرية التعبير وحقوق الطلاب العرب.
اختارت لجنة وسام حقوق الإنسان، والتي تحمل اسم اميل غرينتسفايغ، منح الوسام للدكتور شرف حسان بفضل إصراره والتزامه بإحداث التغيير في نظام التعليم العربي، وبفضل مساهمته الهائلة في النضال من أجل حقوق الإنسان والتعليم المتساوي والعادل.
"سيحا مكوميت"
"سيحا مكوميت" موقع صحفي مستقل ملتزم بالديمقراطية ومقاومة الاحتلال والسعي لتحقيق السلام والمساواة والعدالة الاجتماعية، تأسس عام 2014 من قبل جمعية 972 ومنظمة "Just Vision". الموقع عبارة عن منصة للفكر المستقل والتحقيقات الرائدة ومقالات الرأي الشجاعة والشهادات والمناقشات التي لا تتم ولا تنشر في أي مكان آخر.
إن نطاق المواضيع التي يتناولها الموقع والأسئلة التي يطرحها فيما يتعلق بما يحدث في إسرائيل وقطاع غزة والضفة الغربية واسع للغاية، ويتجلى في جميع أنشطته السعي للوصول إلى بحث الأشياء، وكشف الأدلة التي كانت مخفية، والإشارة إلى العلاقات السببية المعقدة وعدم التخلي عن المواقف الواضحة بشأن مسائل المساواة والعدالة لجميع الجماعات والأفراد. خاصة منذ اندلاع الحرب، وعلى خلفية إعلام إسرائيلي مجند بمعظمه وأقلية من التقارير عما يحدث في غزة والضفة الغربية، برز موقع "سيحا مكوميت" كمصدر موثوق ومهني للمعلومات ومنصة للمناقشة والأصوات الناقدة.
ومن بين كتّاب الموقع الذين يستحقون الثناء جميعا، اختارت اللجنة أن تذكر اثنين:
يوفال أفراهام هو أحد الكتاب البارزين في الموقع. وكثيراً ما ينجح في الوصول إلى مصادر لا يتم الكشف عنها في وسائل الإعلام الرسمية، وينشر معلومات لا تنشر في أي مكان آخر، ويعارض في تحقيقاته ومقالاته المتعمقة الاستهتار بحياة الإنسان، الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء، ويسعى إلى حضور الفلسطينيين في الخطاب العام الإسرائيلي والقصد سكان الأراضي المحتلة كبشر لهم مشاعر ورغبات وحقوق، وهو بذلك يسد النقص الحاد الموجود في الصحافة القائمة وفي معرفة ووعي مواطني البلاد. لقد ضرب العمل الصحفي ليوفال أبراهام على وتر حساس حتى قبل اندلاع الحرب، ومنذ السابع من أكتوبر أصبح أكثر أهمية.
أورين زيف هو مصور فوتوغرافي وصحفي وأحد مؤسسي مجموعة المصورين "Activestills". في العقدين الأخيرين، قام بتوثيق الأحداث الاجتماعية والسياسية في إسرائيل والأراضي المحتلة، مع التركيز على نضالات المجتمعات المهمشة، ويجلب صورًا لا تُنسى من الأحداث المركزية والهامشية التي لا يوجد فيها حضور لوسائل الإعلام الإسرائيلية. إن ارتباطه بالعديد من مظاهر الاحتجاج ضد الإقصاء والعنف والاهمال الذي تتعرض له مجموعات ومجتمعات مختلفة يعكس فهمًا عميقًا لعدم المساواة في إسرائيل ومفهوم توحيد النضالات من أجل مستقبل أكثر مساواة وعدالة للجميع.
اختارت لجنة وسام حقوق الإنسان إميل غرينتسفايغ منح الوسام "سيحا مكوميت" بسبب التزامهم الصارم بحماية حقوق الإنسان وقيمة حياة البشر، وبسبب مساهمتهم الهائلة في تغيير الخطاب العام ونظرًا لعرضهم الاحتراف والشجاعة والنزاهة.
عملياه فيزل
تعمل عملياه فيزل منذ حوالي 15 عاماً من أجل الحق في الصحة والحق في الحياة وحرية التنقل للأطفال من قطاع غزة. منذ أن التقت بالصدفة بأطفال مرضى من غزة في أحد مستشفيات إسرائيل عام 2009، كرست وقتها لتمكين الأطفال المرضى والمواليد من قطاع غزة من الوصول إلى المستشفيات في إسرائيل والحصول على العلاجات ووسائل إنقاذ الحياة.
عملياه هي عضوة في يوفال روث وجمعية "على الطريق الشفاء" - وهي جمعية من المتطوعين الذين ينقلون الفلسطينيين المصابين بأمراض خطيرة، ومعظمهم من الأطفال، من المعابر في الضفة الغربية إلى المستشفيات في إسرائيل، ومهدوا الطريق لنقل الأطفال المرضى أيضًا من غزة عبر معبر إيريز. بدأت ونظمت النشاط أمام غزة، وأقامت العديد من الاتصالات مع الهيئات الصحية الفلسطينية هناك، والتي تحدد أي من المرضى يمكنه الحصول على تمويل طبي من السلطة الفلسطينية والذهاب إلى العلاجات المنقذة للحياة في إسرائيل، وقامت بتجنيد متطوعين من أجل ذلك يشمل المواصلات، وذلك بالكثير من المثابرة والصبر والاتصالات والتعاون
والتي خلقتها مع مسؤولين في الجيش وحتى في الشاباك، عملها المذهل للتغلب على العقبات البيروقراطية وغيرها في طريق الحصول على تصاريح مغادرة إسرائيل للأطفال المرضى ومرافقيهم، عند الضرورة، ساعدت في الحصول على تبرعات للمرضى الذين لم توافق السلطة الفلسطينية على تمويلهم.
لدى عملياه شريكة في عملها وهي شابة من غزة، وصلت إلى مستشفى في إسرائيل عام 2010 وهي طفلة تبلغ من العمر 5 سنوات تعاني من مرض خطير أدى إلى إصابتها بالعمى. كانت أرواح تلك الفتاة الشجاعة وعملياه متصلتان وكانتا على اتصال يومي لمدة 15 عامًا. تولت الفتاة دور المترجمة وهي شريك فاعل في كافة طلبات المساعدة التي تتلقاها عملياه من عائلات المرضى في غزة.
وفي السابع من أكتوبر، قُتل خمسة من متطوعي ومتطوعات جمعية "على طريق التعافي" واختطف ثلاثة، وكاد الاتصال بغزة ينقطع. حتى في هذا العام الصعب، وبعد الصدمة الأولية والغضب والألم، لا تستسلم عملياه وتحاول الاستجابة لنداءات المساعدة الكثيرة التي تتلقاها من عائلات المرضى من غزة، لتشجيع ودعم ومساعدة الأطفال المصابين بأمراض خطيرة، والذين كانوا يعالجون في إسرائيل قبل الحرب، واتاحة وصولهم للعلاج في بلدان أخرى.
اختارت لجنة وسام حقوق الإنسان إميل غرينتسفايغ منح الوسام لعملياه فيزل على النضال الصامت الذي خاضته كل يوم بإصرار وتفاني، وعلى الإنسانية والرحمة تجاه كل إنسان.