ما هي هذه الكرّاسة؟
نقضي جزءًا كبيرًا من حياتنا في استخدام الإنترنت، وهناك نترك الكثير من المعلومات الشخصية. لكننا نادراً ما نتوقّف ونفكّر فيمن يستطيع الاطلاع على معلوماتنا وكيف نتعامل معه. تكشف التقنيات المتوفرة بين أيدينا معلوماتنا الشخصية وقد تعرض أمننا للخطر وتضر بنا بطرق مختلفة. يمكن للحكومات والسلطات، إلى جانب المؤسسات الخاصة والشركات التجارية والعديد من الأطراف المعنية الأخرى، دفن مهن ناجحة أو علاقات شخصية، وتتبعنا ونشر معلومات شخصية لا نرغب مشاركتها مع أي شخص، كل هذا بكبسة زر واحدة.
هل لدينا ما نفعله لتقليل مدى نشر معلوماتنا الشخصية على الإنترنت وتعريضها للملاحقة والاستغلال السيء؟ في هذه الكرّاسة، سنحاول ترتيب بعض الأمور وتقديم بعض التوصيات والنصائح لإجراء تغييرات طفيفة في سلوكنا والتي تجعل ملاحقتنا أكثر صعوبة.
من المهم التأكيد على أن ما يكتب هنا لا يمكن أن يعطي سوى فكرة أولية عن الموضوع، وأنه في حال الشعور بالتهديد فمن المهم استشارة الخبراء. إضافة الى ذلك، ستجدن في نهاية الكراسة روابط لمصادر أخرى حيث يمكنكن التعمق ومعرفة المزيد حول الموضوع.
ماذا يعني الحفاظ على الخصوصية في الانترنت؟
لا يوجد حل سحري للحفاظ على الخصوصية، وليست هناك حماية %100. نحن نتحدث عن عملية تبني عادات وتصرفات ستجعل من مهمة ملاحقتنا غالي الثمن. لا جدوى من الحماية أمام *كل* التهديدات. نحن نحتاج إلى النظر في تهديدات محددة ذات صلة بنا، وضبط سلوكنا من أجل التعامل معها.
في هذه الكرّاسة سنوصي باستخدام عدد من الأدوات التي يمكن أن تساعدنا في الحفاظ على خصوصيتنا على الإنترنت. من المهم أن نفهم ما الذي تعطينا إياه كل "أداة خصوصية" - وعلى وجه الخصوص ما الذي *لا* تعطيه، وما هي نقاط ضعف كل أداة. على سبيل المثال: لن يساعدنا تشفير مرور المعلومات (أثناء تصفح الانترنت أو إرسال رسالة واتساب) في حال قيام شخص ما بأخذ جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الخاص بنا. وكذلك، فإن تشفير المعلومات بصورة عامة (حفظ الملفات على القرص الصلب) لن يساعدنا في حال قام شخص ما بالتنصّت على اتصالاتنا.
Commenti