في أعقاب الحادث المأساوي في حيّ راس خميس في القدس، والذي راح ضحيّته ثلاثة أطفال كانوا في طريقهم إلى المدرسة يوم الخميس 2.3.2023 توجّهنا في جمعيّة حقوق المواطن لبلديّة القدس بشكل مستعجل لإصلاح مخاطر تهدّد الحياة وإخفاقات في الأمان في محيط مدارس ومؤسسات تربويّة في أحياء القدس خلف الجدار الفاصل، وبشكل خاص حول مدرسة الأمجاد الّتي تعلّم فيها الأطفال الثّلاثة.
أكّدنا في توجّهنا أنّ حادثة دهس الأطفال، ربّما كان من الممكن منعها لو كانت البلديّة تتحمّل مسؤوليّتها وتؤدّي واجباتها تجاه طلّاب القدس الشّرقيّة، وتحرص على وجود بيئة آمنة في محيط المدارس: تبني أرصفة حول المدرسة، درابزين أمان، خطوط تبطيء، وممرّات مشاة؛ وغياب كل هذه العوامل عن محيط مدارس القدس الشرقية، وتحديدًا عن مدرسة الأمجاد، يثير التساؤل خاصّة في ظلّ حقيقة أنّ المدرسة حديثة البناء وقد بدأ العمل فيها مع بداية العام الدّراسيّ الحاليّ.
في 2.3.2023 خرج الأشقّاء ثائر (4 أعوام)، منيسة (6 أعوام)، وسلينا (8 أعوام) الرّجبي، من بيتهم في حيّ راس خميس، متّجهين إلى مدرسة الأمجاد الّتي يتعلّمون فيها، والّذي يبعد بضعة عشرات من الأمتار عن بيتهم. بسبب غياب درابزينات الحماية والأرصفة، في شارع منحدر بشدّة، سار الأطفال على جانب الشارع، في الوقت الّذي انزلقت فيه سيارة وصدمتهم. على الرغم من أنّ المدرسة افتتحت في أيلوم 2022، فإنّ البلديّة لم تعبأ بوضع آليّات تحفظ أمان الطلاب بالقرب من المدرسة، وهذا الإهمال واضح في سياسة البلديّة تجاه أحياء القدس الشّرقيّة عمومًا، وخصوصًا تجاه الأحياء الموجودة خلف الجدار الفاصل.
وقد قدّمت جمعيّة حقوق المواطن التماسًا باسم لجان أولياء الأمور في أحياء القدس، ضدّ بلديّة القدس، للمطالبة بإصلاح المخاطر وإخفاقات الأمان في محيط المدارس، وتوفير ظروف آمنة للطّلّاب للوصول إلى مدارسهم.
بعد أن أوضحت البلديّة أنّها لا تدخل منطقة كفر عقب لإصلاح الأخطار لدواعٍ أمنيّة، وبعد أن وجدنا مخاطر كبيرة وإخفاقات أمان خطيرة في محيط المدارس في منطقة كفر عقب وأحياء القدس خلف الجدار الفاصل، عدنا وتوجّهنا في 26.1.2023 للمطالبة بإصلاح هذه المخاطر وللتأكيد على عدم منطقيّة حجّة البلديّة من أجل عدم أداء واجباتها تجاه المناطق الموجودة تحت سلطتها. واليوم نعود وونؤكّد أنّ حجّة البلديّة صارت أكثر لا منطقيّة من ذي قبل، خاصّة أنّ هناك خدمات أخرى تقوم بها البلديّة في المنطقة نفسها.
اليوم نتوّجه لكم للبدء مباشرةً وفورًا على إصلاح الأخطار والعمل على توفير بيئة آمنة في محيط مدرسة الأمجاد في راس خميس، ومدارس كفر عقب الّتي أشرنا إليها في التماسنا في السابق، وإيقاف هذا الإهمال الّذي يحصد أرواح الأطفال كما حصل مطلع هذا الشهر.
Comments