الزملاء والزميلات الأعزّاء،
علمنا في الأيّام الماضية أنّ وزارة التربية والتعليم قد اتّخذت مبادرة مرحّب بها لتقليص الفجوات في التعليم وأطلقت بوّابة تعليميّة جديدة توفّر دروسًا مجّانيّة عبر الإنترنت في الموادّ الأساسيّة. لكنّ الوزارة نسيت رُبع التلاميذ في البلاد- تلاميذ عرب. الموقع بأكمله، الذي استثمر الكثير من الموارد في تطويره، هو باللغة العبرية فقط.
كما كان في حالات تمييز مماثلة توجّهنا إلى وزارة التربية والتعليم وأبلغنا عن انتهاك الحقّ في المساواة والحقّ في التعليم، وطالبنا بأن تكون البوابة التعليميّة ملاءمة للتلاميذ العرب. ولكن كيف يمكننا التأكّد من عدم تكرار هذا التجاهل؟ كيف تربّي جيلًا جديدًا من صانعي القرار، لا يمكن بالنسبة إليه أن يكون وضع يتمّ التعامل فيه مع مجموعة سكّانيّة بأكملها وكأنّها غير مرئيّة؟
حسب رأينا، يجب أن يحصل المربّون والمربّيات على تأهيل واستكمالات من أجل الحصول على أدوات للتعامل مع العنصرية داخل الصفّ. سبق لنا أن اقترحنا بالفعل مسارات تأهيل للمعلّمين والمعلّمات في هذا المجال، وموقفنا هو أن الاستكمالات في مجال مكافحة العنصريّة هي أمر حيوي لكلّ مربٍّ ومربّية. كما أنّ مراقب الدولة يوافقنا الرأي. إذا تبين في تقرير الرقابة لعام 2016 أنّ 1٪ فقط من استكمالات المعلمين تناولت هذه القضية، وهذا كان من بين أوجه القصور الأخرى في تعامل الدولة مع هذه القضيّة المعقّدة.
أحد جماهير الهدف الذي هناك أهمّيّة قصوى للعمل معه في هذا السياق هو طلاب وطالبات التربية والتدريس. منذ ثلاث سنوات بدأنا ندرّس في كلية التربية في جامعة حيفا مساقًا فصليًّا يتناول موضوع "التربية ضد العنصرية" الذي درّسه الدكتور روعي زيلبربيرغ، أحد المرشدين لدينا. خلال الفصل الدراسي القادم، ستبدأ جهينة صفي وهي إحدى المرشدات عندنا، بتدريس مساق مماثل في كلّيّة التربية في جامعة تل أبيب.
على ضوء نجاح الدورة ومن منطلق إدراك الوضع في الميدان، توجّهنا إلى مجلس التعليم العالي ولجنة خطّة أرياڤ، لكي يُصبح المساق في موضوع التعامل التربويّ مع العنصريّة مساقًا إلزاميًّا لجميع طلاب/ طالبات شهادة التدريس في البلاد.
في ما يلي بعض التعليقات التي تلقّيناها: "كان المساق مثيرًا للاهتمام، صادمًا أحيانًا، وكان الأمر يستحق ذلك"؛ "أهمّ أداة حصلت عليها من الدورة هي الحوار"؛ "يجب أن تكون الدورة إلزاميّة لكلّ طالب وطالبة في شهادة التدريس"؛ "إن وجود مقالات بالعبرية والعربية ليس بديهيًّا، هذا يمنحني شعورًا بالانتماء." "اطّلعت لأوّل مرة على العنصريّة في المواد الدراسيّة، وهذا زاد من وعيي"؛ "الآن لدي عين أخرى أنظر بها إلى التلاميذ".
المضامين التي تُدرَّس في هذا المساق ليست سوى جزء من القصّة. ما لا يقلّ أهمّيّة عن ذلك هو أنّ تقوم مؤسسات تأهيل المعلمين بتعزيز جوّ من المساواة، الاعتراف، الحوار بين الثقافات، اللقاء الحقيقي بين اليهود والعرب، حيّز عامة مبني على المساواة والاحترام. أصدرنا مؤخّرًا وثيقة كتبتها كلّ من د. ورود جيّوسي ود. غاليا زلمنسون ليڤي، تضمّ مجموعة من التوصيات والأفكار لبرامج ومبادرات لتعزيز التعدديّة الثقافيّة والتعايش في مؤسسات تأهيل المعلّمين والمعلّمات. هذا التوصيات قابلة للتنفيذ والتوسيع السريعين.
ويمكن لمؤسّسات التعليم العالي، وخاصة مؤسّسات تأهيل المعلمين/ المعلّمات، بل يجب عليها أن تلعب دورًا هامِّا في إحداث التغيير الاجتماعيّ، على أمل أن يكون الخرّيجون والخرّيجات وكلاء للتغيير في جهاز التربية والتعليم الذي سينخرطون فيه، وأن يساعدوا في تطوير مجتمع أكثر مساواة واحترامًا.
شرف حسّان مدير قسم التربية في جمعية حقوق المواطن
コメント